حضارة الأنكا
دولة كبرى وشعب بسيط
كان القائد الاسباني وجنود رجالاً جشعين، وكانت بلاد البيرو مليئة بالذهب ولهذا جاءوا.. جاءوا ينهبون خيرات هذه البلاد.
قال القائد الاسباني بتزارو: البلد كله كنز واحد كبير!!
شعر القائد الاسباني الجشع بالفرح ونسى ألم الصداع في رأسه . كان حاكم الأنكا رجل يدعى أتاولپا عندما زاره القائده الاسباني في قصره أراد أن يعرض عليه اعتناق الدين المسيحي وترك الوثنية.
لكن القائد الاسباني لم يكن يفكر بشيء سوى الذهب والفضة . استقبل حاكم الأنكا القائد الأسباني بحرارة. لم يكن يعرف حقيقة الاسبان ولماذا جاءوا.
لهذا أهداه زوجاً من الأحذية المزينة بالذهب والجواهر. لنترك الآن القائد الاسباني يخطط لنهب ثروة هذه البلاد الكبيرة التي تبلغ مساحتها 000/990 كم2
فهي تمتد من الاكوادور اليوم ومروراً بالبيرو وحتى أواسط تشيلي ويعيش فوق هذه الأرض حوالي ستة ملايين انسان. تعالوا لنتجول في تاريخ هذه الدولة الكبيرة ونتعرف على طبيعة الحياة فيها وكيف كانوا يعيشون
كان أتاوليا حاكماً تفوق سلطنة في بلاده سلطة الملك شارل ملك اسبانيا في ذلك الوقت. وكان الاسبان يطيعون ملكهم ويحترمونه أما شعب الانكا فقد كانوا يعتبرون ملكهم أتاولپا إلهاً كانوا يدعونه الحاكم الأعلى وسيد العالم وابن الشمس.
ولهذا كان لا يشاركه في الطعام أحد، فهم يصفّون أمامه صحون الذهب والفضة المليئة بأنواع الطعام. وتقف إلى جواره خادمة تحمل قطعة من الملح الصافي التي تشبه الماس في صفائها. وعندما يرغب في تناول شيئاً من الملح لحس منه.
وبالرغم من بساطة شعب الأنكا واعتباره من الشعوب البدائية. إلا أنه توصل إلى تطبيق العدالة الاجتماعية وسنّ لذلك القوانين، قبل أن تتوصل إلي ذلك الدول الاوربية في القرن العشرين.
وتقضي قوانين الأنكا بعدم وجود أغنياء و فقراء، فقد كانت حكومة الأنكا تحرص على توفير القوت الكافي لكل فرد من أفراد الشعب، كما توفر له الثياب الكافية والمنزل المناسب.
في مقابل ذلك تقوم الدولة بارشاد المواطنين إلى الاعمال التي يجب انجازها ولا يحق لأي مواطن ان يغيّر وظيفته إلى وظيفة أخرى. وعلى الدولة أن تتأكد أن كل فرد من أفراد الشعب يعامل معاملة عادلة وينال حقوقه كاملة
كيف توصل شعب الأنكا إلى بناء دولة العدالة الاجتماعية؟ وضعت الحكومة يدها على الأرض لضمان قوت الشعب، والذهب والفضة ومعادن أخرى وقطعان الماشية وبخاصة حيوان اللاما الذي يقوم بدور المواصلات. لو كنت تعيش في ذلك الوقت على أرض الأنكا لأعطتك الدولة مساحة من الأرض.
الدولة تعطي الرجل وزوجته مساحة من الأرض تبلغ حوالي 4000 م2 وتضاف لهم قطعة أخرى إذا أنجبت الأسرة ولداً ونصف قطعة إذا كان المولود بنتاً. أفراد الأسرة الواحدة يعملون في الحقول وهو عمل محبوب، فقد كانوا يمرحون ويضحكون ويجلسون للراحة والسمر بعد انتهاء العمل.
وما يفيض عن حاجة الأسرة في بعض المواسم الطيبة يوزع بالتساوي بين أفراد الشعب. أما عندما تحدث زلازل أو عواصف مدمّرة ويتدنّى المحصول الزراعي فإنّ الدولة توزع على المحتاجين الطعام والحبوب من مخازنها الخاصّة .الذين لا يستطيعون العمل من الشيوخ والعجائز و العميان وذوي العاهات فإن الدولة تؤّمن لهم الطعام.
وطعام الناس في الأنكا بسيط إذا تتألف وجبة الطعام من الذرة المسلوقة والبطاطا ونوع من الحبوب يدعي «كينوا» وتضيف ربّات المنازل قليلاً من اللحم والبهارات كالفلفل الحار .وكانوا يتناولون السمك أيضاً وأنواع من الحساء ولديهم أنواع من الفاكهة كالموز والخضار ومن أكلاتهم الطيبة الفشار أو الشامية وهو حبات الذرة التي تتعرض للتسخين وتنفجر ليظهر لبّها إلى الخارج.
كان الانكا يعرفون أهمية النظافة في المحافظة على الصحة وهو أمر لم يكن يعرفه الأوربيون في ذلك الوقت وكانت الحكومة تشجع مواطنيها وتعلمهم أن النظافة من الإيمان . وكان الملك يذهب إلى الحمام في مواعيد منتظمة ليكون مثلاً أعلى وقدوة لشعبه.
ولم يكونوا يعرفون الأمراض والاوبئة إلاّ بعد أن جاء بها الاسپان الأوربيون ؛ فقد حصد الجدري أرواح آلاف الناس.
لقد كانوا يعيشون حياة هانئة قبل أن يصل الاسبان الجشعون ؛ فدمّروا بلادهم وحضارتهم.
M.K.H...